أنت هنا

قراءة كتاب فلسطين في العصور القديمة - الأراضي المقدسة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فلسطين في العصور القديمة - الأراضي المقدسة

فلسطين في العصور القديمة - الأراضي المقدسة

يجد المؤلف نفسه في إعطاء تقييم للأراضي المقدسة عند تفحص وتدقيق مواده سواء المقدمة باختيار تاريخ بسيط من جهة، أو وصف محلي فحسب من جهة أخرى؛ وستقرر ميزة كتابه بالطبع باختيار ما سيعمله في الطبعة الأولى أو الثانية لهذا الكتاب.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

وسيكون القارئ الآن مستعداً لمرافقتي بينما أقدم بعض الملاحظات على الدستور المدني للعبرانيين القدماء، سواء فيما يتعلق بحكومة القبائل باعتبارها هيئة منفصلة، أو لما ينطبق على كافة أمة العبرانيين كجمهورية كونفدرالية.
يمكن القول بشكل قاطع بأن القبائل العبرانية القديمة بلغت فقط اثنتي عشرة قبيلة، منحدرة من أبناء يعقوب الاثني عشر. إلا أنه بما أن نسل يوسف قُسِّم إلى جزئين، فتميزت إلى منحدرين من نسل أفرايم ومناسا على التوالي، فتبع ذلك أن الذين دخلوا أرض كنعان تحت قيادة يشوع (خادم النبي موسى وخليفته) شملت ثلاث عشرة سلالة من العبرانيين. وبمراجعة المصادر الدينية القديمة فيما يتعلق بالواجبات والحقوق المدنية، مع ذلك، فإن أبناء ليفي الذين لم يكن لهم دور مع أشقائهم لم يُحسبوا غالباً في العدد؛ في حين وعلى أساس أسس أخرى، وبشكل رئيس بسبب ميل قبيلة دان لممارسة طقوس وثنية، فإن هذه القبيلة كانت تستثنى أحياناً من قائمة القبائل العبرانية. ويوجد لدينا في الفصل السادس والعشرين من سفر العدد قائمة بالقبائل العبرانية التي حلت على سهول موآب، يمكن أن يُعرض ويدرج منها إحدى عشرة قبيلة عادية كالآتي:
قبيلة يوسف (بما فيه قبيلة أفرايم ومناسة)، وعددهم: 85٫200.
قبيلة يهودا، وعددهم: 75٫500
قبيلة إيساشار، وعددهم: 64٫300
قبيلة زيبولون، وعددهم: 50٫500
قبيلة آشر، وعددهم: 53٫400
قبيلة دان، وعددهم: 46٫400
قبيلة بنيامين، وعددهم: 45٫600
قبيلة نفتالي، وعددهم: 45٫400
قبيلة ريوبين، وعددهم: 43٫730.
قبيلة جاد، وعددهم: 40٫500
قبيلة سيمون، وعددهم: 22٫200
شملت هذه القائمة كافة الرجال الذين بلغت أعمارهم فوق العشرين عاماً، يضاف إليها 23 ألفاً لقبيلة ليفي، «ولم يُحص الذكور الذين كانت أعمارهم شهراً واحداً وما فوق؛ لأنهم لم يكونوا معدودين بين أبناء إسرائيل، ولأنهم لم يُمنح إرث لهم بين أبناء إسرائيل».
وكان يوجد هناك في كل قبيلة رئيس يدعى أمير القبيلة، أو رئيس الآلاف، ويأتي بعده أمير الأُسر، أو قائد المئات. على سبيل المثال، نجد في حشد العبرانيين في تيه سيناء بأن نهشون، ابن أمنياداح كان أميراً لقبيلة يهودا. فهذه القبيلة قسمت ثانية، مثلها مثل جميع القبائل الأخرى، إلى عدة عائلات، فالتعبير المستخدم هنا ليس بمعناه العادي، ليدل على أنها أسرة فحسب، وإنما بدلاً من ذلك في معنى مجازي، ليدل على نسل متحدر من سلالة عادية، وتشكل واحدة من فروع رئيسة من عرق أصلي. وفي هذا السياق، فإن العبرانيين وجهوا بالمبدأ نفسه الذي يتصدر الأولوية عند العرب، وبين أبناء بلادنا أيضاً في جبال وهضاب اسكتلندا.
ويبدو، علاوة على ذلك، بأن كل واحدة من هذه الأسر كان لها سجل، وحتى الأفراد الذين كانوا ينتمون لكل أسرة، وضعوا تحت تصرف رئيس حاكم، ذلك أن هذا تعلق بسلب ونهب أريحا والضرر الذي حلّ بمنطقة «عي» آنذاك. ويمكننا أن نحصي، من خلال الفصل السادس والعشرين لسفر العدد، بأن رؤساء الأسر في الوقت الذي حطّ فيه أبناء إسرائيل على أرض فلسطين كان عددهم سبعة وخمسين وإذا ما أضفنا لهم ثلاثة عشر أميراً، أو رؤساء قبائل، فإن مجموعهم سيكون سبعين؛ لذلك يوجد هناك أساس ما لتخمين أولئك الذين يزعمون من أن المجلس الذي شكله موسى (النبي موسى) في تيه البرية تألف من رؤساء هرميين (حسب التسلسل)، الذي وفقاً لحق الولادة كان يعترف بهم على أنهم يحملون مبدأ الوراثة على عدة أجزاء من الشعب.
فمن المحتمل بأن الولادة الأولى لرئيس الأسرة لكل قبيلة كان غالباً على أنه أمير تلك القبيلة، وأن الابن الأكبر لكل أسرة تابع لوالده في الواجبات والامتيازات التي تخص رتبة الهرم. بيد أن التفاصيل المقدمة من قِبَل راوٍ ديني تكون هزيلة جداً لتتيح لنا تشكيل أية استنتاجات عامة جديرة بالثقة فيما يتعلق بهذه النقطة. إضافة إلى أن حالة نهشون، اعتُبرت مثالاً متناقضاً تماماً بمثل هذا الرأي، ويبدو ليبرهن بالتأكيد، أنه إذا لم يكن أمير القبيلة منتخباً، فإنه لن يكون دوماً، على الأقل، منحدراً مباشراً من نسل الرئيس الأصلي للقبيلة. فنهشون، كما بُيِّن للتو، كان ابناً لإميناداح، ابن رام، الذي كان الابن الأصغر لحيزرون، ابن فاريز، الذي كان الابن الأصغر ليهودا.
نجد من خلال هذه الوقائع الني بينت الآن بأن كل قبيلة عبرانية كان لها رئيس يتولى أمورها، ويطبق العدل في جميع القضايا العادية، ويقود القوات في وقت الحرب. وكان يساعده في هذه المهام المهمة ضباط مساعدون، من رؤساء الأسر، والذين كانوا يشكلون مجلسه في مثل هذه الأمور التي تخص سياسة مقاطعتهم المعنية؛ ويدعمون قراراته في المسائل المدنية والجرمية، وأخيراً يكونون تحت قيادته في ميدان المعركة.

الصفحات