أنت هنا

قراءة كتاب علماء النهضة الأوروبية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
علماء النهضة الأوروبية

علماء النهضة الأوروبية

كتاب " علماء النهضة الأوروبية " ، تأليف د. أيوب أبو دية ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

تساءَلنا كثيراً في أثناء الاشتغال بمادة هذا الكتاب عن مشروعية الاهتمام بعلماء النهضة الأوروبية في حين يزخر التاريخ العربي والإسلامي بعلماء من طراز رفيع فاق بكثير قدرات بعض علماء النهضة الأوروبية مثل روجر بيكون على سبيل المثال؛ كذلك، نستطيع القول إن بعض الآلات المخترعة في تاريخنا المجيد لم تكن أقل جودة من اختراعات ليوناردو دافنشي في مطلع القرن السادس عشر، فأين تكمن أهمية العلماء الأوروبيين وراهنيتهم اليوم؟

تكمن أهمية العلماء الأوروبيين وميزاتهم الفريدة، وبخاصة علماء القرن السابع عشر منهم، في التغير النوعي الذي طرأ على العلم في تلك الفترة، حيث اتخذ العلم منحى مختلفاً وزخماً كبيراً انتهى إلى إنجاز ثورة علمية كبرى أرست قواعد العلم الحديث وأنتجت منهجية جديدة في التاريخ استطاعت أن تستقل في كيانها الموضوعي عن المرجعيات التي سبقتها، مؤسسة بذلك "برادايم" جديداً شكل قاعدة للثورة الصناعية الكبرى في نهاية القرن الثامن عشر التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، إذ تجاوزت حدود أوروبا لتشمل الكون برمته؛ حيث دخلت في علاقات هيمنة واستقطاب ما زالت تبعاتها واضحة في الخريطة العالمية حتى يومنا هذا.

وإذا كان عصر النهضة الأوروبية قد ابتدأ نحو القرن الثاني عشر، فإن تأثيرات اتصال الغرب بالعالم العربي والإسلامي كانت واضحة منذ القرن الحادي عشر خلال حروب الفرنج، وقبل ذلك في صقلية وإسبانيا، لذلك حاولنا في مستهل هذا الكتاب أن نربط أثر العلم العربي والإسلامي بعلماء النهضة الأوروبية لكونهم استمراراً للعلم العربي وتطويراً عليه وتجاوزاً له.

وقد ساهمت حروب الفرنج التي دارت رحاها آنذاك في تراكم رأس المال في المدن الإيطالية بسبب موقع إيطاليا الاستراتيجي بين الشرق والغرب، حيث كانت موانئ البندقية وجنوه وغيرهما تبني السفن للفرنج لنقلهم إلى الشرق لغزو سواحل البحر الأبيض المتوسط الشرقية في سوريا الطبيعية، ولغزو الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط في مصر وشمال إفريقيا. كذلك كانت السفن التجارية تجوب دول المتوسط بحثاً عن أسواق تجارية غير آبهة للحروب المشتعلة هناك، بل مستغلة العداوات بين الأفرقاء لإقامة تحالفات اقتصادية وعسكرية وغيرها.

وبناءً عليه، فقد انطلقنا في هذا الكتاب من الفصل الأول: أثر التغير المناخي والحضارة العربية الإسلامية في نهضة أوروبا، وذلك للبحث عن دور حالة الدفء المناخي التي تعرضت لها أوروبا بين عامي 800 - 1100 للميلاد وساهمت في زيادة ثراء أوروبا وتزايد عدد السكان فيها، ثم شرعنا في الحديث عن دور حروب الفرنج في اتصال العرب بالغرب ونقل العلوم النظرية والعملية من الشرق إلى الغرب، وانتقلنا بعدها للحديث عن الفيلسوف والعالم الأوروبي العربي: روجر بيكون، الأكثر تأثراً بالعرب والمسلمين، ثم انتقلنا من بعده لدراسة كل من العلماء الأوروبيين النهضويين: ميكيافللي، دافنشي وكوبرنيق، فضلاً عن دراسة أثر حركات الإصلاح الديني وإنسانوية إرازموس في نهضة أوروبا.

وجاء الفصل الثاني بعنوان: عصر العلم الحديث، حيث بدأنا من مطلع القرن السابع عشرمع مقتل العالم الإيطالي جوردانو برونو حرقاً، ثم تدرجنا في الحديث عن العلماء الآخرين: وليم جلبرت، جون نابيير، تايكو براهي، يوهان كبلر، غاليليو غاليلي، وليم هارفي، وأخيراً، إسحق نيوتن.

وأملنا أن يدرك القارئ العربي الإرث المشترك للعلم الحديث وجذوره الممتدة في عمق التاريخ لتشمل الحضارات المختلفة، وأن يدرك أيضاً أسباب صعود العلم الحديث وتفجره في القرن السابع عشر لما صاحبه من تغيرات سياسية ودينية واقتصادية وجغرافية ومناخية مهّدت لنموه واندياحه في العالم بأسره.

الـمـؤلــف

[email protected]

كانون الأول 2010

الصفحات